کد مطلب:190609 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:341

احسانه و کرمه
لیس المهم فی الاحسان و الكرم هو أن تكون المبالغ المعطاة كبیرة، بل المهم ما یصحب ذلك العطاء من ایمان و تقی، و خلق نبیل، یحفظ للسائل كرامته، كما أن حاجة المعطی للمال كلما كانت أكثر، كانت العطیة منه أفضل.

و قد أجمع المفسرون علی نزول بعض الآیات فی أمیرالمؤمنین علیه السلام علی أثر تصدقه بالیسیر، فقد نزل فیه قوله تعالی: «الذین ینفقون أموالهم باللیل و النهار سرا و علانیة فلهم أجرهم عند ربهم و لا خوف علیهم و لا هم یحزنون» [البقرة: 274] بعدما تصدق بأربعة دراهم لا یملك غیرها تصدق بدرهم لیلا، و بدرهم نهارا، و بدرهم سرا، و بدرهم علانیة. و نزل فیه قوله تعالی: «انما ولیكم الله و رسوله و الذین ءامنوا الذین یقیمون الصلاة و یؤتون الزكوة و هم راكعون» [المائدة: 55] نزلت هذه الآیة لما تصدق علیه السلام بخاتمه علی سائل سأل فی مسجد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم و لم یعطه أحد، و كان علیه السلام یصلی فأشار الی السائل و مد الیه اصبعه، فأخذ خاتمه. و نزلت سورة «هل أتی» فی أهل البیت بعدما تصدقوا بأقراص من شعیر علی مسكین و یتیم و أسیر.

و عن أبی بصیر عن أحدهما [1] قلت له: أی الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل، أما سمعت قول الله عزوجل: «و یؤثرون علی أنفسهم و لو كان بهم خصاصة» [2] .

فالملحوظ اذا فی العطیة و الهبة و الصدقة الكیفیة قبل الكمیة، و ما یحیط بذلك من اخلاص، و تقرب الی المولی جل شأنه، و بهذا الخط الدقیق سار أئمة أهل البیت علیهم السلام فی هباتهم و عطایاهم.



[ صفحه 346]



ان تقربهم بتلك الهبات الی الله تعالی، و تزلفهم بها الیه، هو الذی خلد ذكرها عبر القرون المتطاولة، و الأجیال المتعاقبة.

نذكر بعض ما ورد من ذلك للامام أبی جعفر الباقر علیه السلام:

1 - قالت سلمی - مولاة أبی جعفر - كان یدخل علیه أصحابه، فلا یخرجون من عنده حتی یطعمهم الطعام الطیب، و یسكوهم الثیاب الحسنة، و یهب لهم الدنانیر، فأقول له فی ذلك لیقل منه، فیقول: یا سلمی ما حسنة الدنیا الا صلة الاخوان و المعارف [3] .

2 - قال عمرو بن دینار و عبدالله بن عبید بن عمیر، ما لقینا أباجعفر محمد بن علی علیه السلام الا و حمل الینا النفقة و الصلة و الكسوة، و یقول: هذه معدة لكم قبل أن تلقونی [4] .

3 - قال الأسود بن كثیر: شكوت الی أبی جعفر علیه السلام الحاجة و جفاء الاخوان، فقال: بئس الأخ یرعاك غنیا و یقطعك فقیرا، ثم أمر غلامه فأخرج كیسا فیه سبعمائة درهم فقال: استنفق هذه فاذا فرغت فأعلمنی [5] .

4 - قال سلیمان بن قرم: كان أبوجعفر محمد بن علی یجیزنا بالخمسمائة درهم، الی الستمائة درهم، الی الألف درهم، و كان لا یمل من صلة اخوانه و قاصدیه و مؤملیه و راجیه [6] .

5 - عن أبی عبدالله علیه السلام قال: دخلت علی أبی یوما و هو یتصدق علی فقراء أهل المدینة بثمانیة آلاف دینار، و أعتق أهل بیت بلغوا أحد عشر مملوكا [7] .



[ صفحه 347]




[1] أي الباقر أو الصادق عليهماالسلام.

[2] ثواب الأعمال 142.

[3] نور الابصار 207. كشف الغمة 211. الفصول المهمة 197. صفة الصفوة 2 / 63. مطالب السؤول 2 / 53.

[4] كشف الغمة 214. أعيان الشيعة 4 ق 2 / 49.

[5] صفة الصفوة 2 / 63. الفصول المهمة 197. كشف الغمة 211. مطالب السؤول 2 / 53. أعيان الشيعة 4 ق 2 / 49.

[6] كشف الغمة 214، و ذكر اجازته عليه السلام بالمبلغ المذكور، في كل من مطالب السؤول 2 / 53 الفصول المهمة 197. أعيان الشيعة 4 ق 2 / 49. صفة الصفوة 2 / 63.

[7] بحارالأنوار 11 / 86.